أهلاً أهلاً!
كيف الحال؟
لا أصدّق أنّنا تقريباً في شهر مايو، فِعلاً، إنّ الحياة دقائق و ثواني!
أكتب هذا المنشور أثناء استراحتي مع القهوة، لأنني أريد أن أرتّب أفكاري لهذا الأسبوع، لا أعرف كم استراحة قهوة سيتطلب هذا المنشور لينتهي، لكنني سأكتب كلّ ما أدركته أو تعلمته خلال الأيام القليلة الماضية. و لأنّكم هنا أصدقائي، أحبّ أن أسمع رأيكم.
بعد كلّ شيء، من يقرّرُ ماذا لمن؟ و لماذا؟
من الشعوب التي تثير اهتمامي، غجر الغابور. رأيت منذ مدة وثائقيا حولهم، و كان عجيباً! الأمر و ما فيه -حسب ما أتذكره مِن الوثائقي- أنهم يعيشون في ترانسلفينيا التي كانت جزءا من المجر ثم أصبحت لرومانيا، سموا غجر غابور لأن أميرًا هنغاريا اسمه غابور منحهم حق الإقامة هناك. فعاشوا معتمدين على حرفهم اليدوية كالحدادة و التي أكسبتهم الكثير من المال أثناء الفترة التي عاشت الاشتراكية فيها أوجها في شرق أوروبا، و بمجرد انهيارها، استغلّ هؤلاء ثراهم و إفلاس الهنغاريين فاشتروا البيوت و العقارات منهم و أصبحوا يسكنون بيوتا فارهة، على الأقل أغلبهم كذلك.
أسلوب عيشهم فريد، أغلبهم يتوقفون عن الدراسة باكرًا، يزاولون المدرسة ليتعلموا اللغات ثم يتركونها، ليمارسوا التجارة، و الجدير بالذكر أنهم تجار أذكياء حقًا. لذلك فإن أغلبهم أغنياء. قد تتساءلون، من إذاً يقوم بالأعمال الأخرى كالطبّ و التعليم و الخياطة؟ و الجواب، الرومانيون و الهنغاريون. لا يلجؤون للسلطات كثيراً، فالخلافات عندهم تحلّ بينهم بواسطة لجنة من كبارهم(شيء مثل تاجماعث في القبائل الأمازيغية) و القَسَم يكفيهم برهاناً (تذكرت كرتون البؤساء ههه). و فوق براعتهم التجارية، أغلبهم يجيد ثلاثة لغات: الهنغارية و الرومانية و لغة الأقلية الرومية.
تمكّن الغابور من بناء نظام خاص بهم و الالتزام به، لا أظن أنه سيبقى، لأنّ العالم ينفتح على نفسه، و لا أقول أن عيشهم مثالي، و لكنه مختلف، لمست مثلا امتعاضا لمقدم الوثائقي تجاه فكرة أنهم يتركون التعليم، لكنني سألت نفسي، هل موقفه هذا ناتج عن ما عاشه و اعتاده؟ أرى حريةً أكثر في حياتهم.
من قرّر كيف تكون حياتنا؟ لماذا تشغل الدراسة و العمل مثلا أغلب حياتنا؟ هل كانت الحياة لتكون أفضل لو اعتمدنا نظاما آخر كما يفعل الغابور؟
مِمّن نسمع و مِمّن لا نسمع؟
يا الله كم يؤرقني هذا السؤال!
هل العمرُ معيارٌ لجعل الإنسان كفؤ؟ هل نجاحاتهم؟ ماذا لو كان نجاحهم محض صدفة؟ هل نسمع من الفاشل سبب فشله فلا نفشل؟ أم نسمع من الناجح لأنّنا نريد النجاح؟
الآن وقد كثر المتحدثون، بات من المهم اقتناء مِمّن نسمع بحذر!
الحوار و الجدال و النقاش
أحياناً، أنتبه وسط كلامي أنّني أحاول أن أظفر بنصرٍ في جدال ك”لينة” و ليس كفكرة. لذلك قررت من باب تأديبٍ نفسيٍ إن صحّ التعبير أن أتوقف عن الكلام بمجرد أن يحدث هذا.
ثمّ إنني بحثت في الموضوع شوتين، فوجدت في مقالٍ على الإنترنت “وقد وردت مادة الجدال في القرآن الكريم في تسعة وعشرين موضعاً، كلها جاءت بمعنى الخصومة إلا في أربعة مواضع: "فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَىٰ يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ * إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ" سورة هود الآية (74 – 75). "وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ" سورة النحل الآية 125. "وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ" سورة العنكبوت الآية 46. "قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ" سورة المجادلة الآية 1. فالجدل لم يؤمر ولم يمدح في القرآن على الإطلاق، بل جاء مقيداً بلفظ الحسنى في الموضعين الثاني والثالث، مجرداً منها في الموضعين الأول والرابع، وخلاصة القول إن كل جدل هو حوار وليس كل حوار جدلاً، لكن ربما تحول الحوار إلى جدل، وقد يجتمعان كما صدر في سورة المجادلة.”
لا أريد أن أطيل أكثر في هذا الموضوع، عامة، من الواجب علينا أن نعرف إن كنّا نخوض جدالاً أم حواراً أم نقاشاً، فنُعرِض عمّا قد يضيع وقتنا. من المهم أيضاً أن نثبت على الدفاع عن الفكرة لا الدفاع عن صورتنا، الانتقاد أيضاً يكون في الفكرة لا في ذات صاحبها.
عادات جيدة:
قبل دخولي لعالم البرمجة، كان لي قانون لا أخرقه ، هو أن لا أستعمل الإلكترونيات على السرير أبداً. لأنني سينتهي بي الأمر بمشاهدة الكثير الكثير من مقاطع الفيديو فلا أنام باكراً مثلاً أو أضيع الكثير من الوقت. أنصحكم حقاً بتجريب هذه العادة! ( أريد أن أعود لها)
ثاني عادة هي الحرص على تعلم شيء جديد كل يوم، بغض النظر عن المجال أو الموضوع، لست متأكدة إن كان للموضوع نفع لكنّه ممتع!
الأنماط الأربعة:
سمعت بودكاست يلخص كتابا (لا يحضرني اسمه صراحة) يقول أنّ الناس أربعة أصنافٍ من حيث التزامها بالأهداف:
الملتزمون، و هم الذين إذا قرروا فعل شيء يباشرون فيه و يتمّونه ولو لم يسمع أحد به.
المستوجبون؟ مدري ههه، عموما، هم المسعدين لفعل الشيء إن كان متعلقا بالآخرين ولو كانوا من الممكن أن يتركوه إن كان متعلقا بهم وحدهم.
المتسائلون: الذين يسألون لماذا قد أفعل هذا قبل فعل أي شيء ما يجعلهم يتركون ما لا يوافقون عليه.
الثوار: هم الذين لا يحبون الالتزام بالأوامر أبداً.
من الجيد أن يعرف المرء صِنفه كي يدرك نقاط قوته و يتدارك نقائصه، من الممكن إن شاء الله أن أكتب مقالا عن هذا، أحسّ أنني تكلمت كثيييرا ههه
كالعادة، أكره الخواتيم، لذلك، لن أضع خاتمة!
Love your writing x