أهلاً أهلاً،
يا مرحبا بمن يقرأ ما أكتب بكل حب. أصدقائي، حللتهم أهلًا و نزلتم سهلا في رسالة جديدة.. لم أبحث فيها عن معلومة و لم تتطلب مني جهد إقناع نفسي للقيام للكتابة. فقط جلست أمام الحاسوب و كتبت دونما تفكير كثير.
رغم الأعداد المخيفة التي تشير إليها الاحصائيات عن قراء نشراتي، أحب إقناع نفسي أنها لم تصل بعد إلى أي أحد أعرفه في الواقع. ولولا هذه الفكرة… لمُتُّ خجلًا، ولم تسمعوا عني خبرًا.
إلى شخص ما،
مر أسبوع العيد بسرعة كما كان متوقعًا. كيف كان العيد معك؟
الواقع يا "شخص ما"، دائما ما تراودني فكرة إعطاء اسم لك، لا أريد اسم شخص خاص لأن ذلك سيكون غريبا.. أريد صفة، كما أسمت جودي أبوت متلقي رسالاتها ب"صاحب الظل الطويل" كون ظله كان طويلاً بسبب زاوية الضوء. ماذا عنك؟ لا توجد صفة ملموسة كالظل لأنك.. رغم أنني لا أحب الاعتراف بهذا لست حقيقيًا . لكنك مستمع جيد، ماذا عن لبي؟ يقول شات جي بي تي أنه يدل على الفهم العميق والتجاوب. تتذكر كرتون غيمة؟ كان مفضلي في طفولتي. أتحب اسم غيم؟
سأسميك غيم.
أسمع كثيرا أصداءًا هنا و هناك حول فقدان الشغف. لماذا يفقد الجميع شغفهم فجأة؟
و لأنني أثق بذكائك يا غيم، فإنني أعلم أنك تدرك أن مشاعرنا ليست ثابتة، و لسنا نملك تحكما كاملًا بها، لكننا نملك اليد العليا، و إن بدى الأمر عكس ذلك، في ما نقوم به.. و إلا لما كلفنا أصلًا؟ لذلك قم و إن بدى الأمر لا جدوى منه. كن شديدًا مع نفسك عند حاجتك لها. الخبر السعيد أنني أملك بعض النصائح:
الحدّ الأدنى من الخدمة:
واحد من أكثر الأساليب التي أحب أن أتبعها مع نفسي، أن أضع حدًا أدنى من الواجبات التي يجب أن ألتزم بها مهما كلفني الأمر، لا نقاش فيها و إن كنت في مزاج سيء. الصلاة مثلا لا يجب أن تتهاون فيها، ترتيب الغرفة أيضا.. فصّل اللائحة على مقاساتك.
الأولويات و الحدود و المبادئ:
عجبا كم أحب الحديث في هذا الموضوع، و لو علمه الجميع..الذكرى تنفع المؤمنين صح؟
و بما أننا تحدّثنا عن الحدّ الأدنى للواجبات، يجب أن تحدّد، يا غيم، أولوياتك. و قبل أن تفكر في أن هذا الحديث نوعا ما معروف، إسمح لي أن اسألك؛ ما هي أولوياتك؟ هل هي منطقية؟ هل أفعالك توافقها؟ هل هي توافق مبادئك؟ هل توافق حدودك؟ هل تقول أن العدل مبدأ ثابت عندك ثم تظلم نفسك؟ هل تقول نعم لكل شيء ثم تتناسى أولوياتك؟
خذلك بريك:
المفارقة التي من الجيد أن تقتنع بها دون غلوّ، أنك أحيانًا لن تكون قادرًا على فعل شيء. هنا، يجب أن تأخذ قسطا من الراحة.
و الأفضل، أن تعتمد على نظام استراحات ثابت فلا تصل لهذه الحالة أصلا.
و لكن، ما مقدار الراحة الكافي؟ متى تتحول الراحة إلى تهرب و مماطلة؟
الحقيقة أن الأمر يختلف حسب نوع النشاط الذي تقوم به لذلك، ما رأيك أن أعطيك مقالات أعجبتني لأصحاب التخصص بدل من أن أثرر أكثر؟
هنا مقارنة بين اتباع نظام راحات ثابت و غير ثابت
لماذا يجب أن تأخذ استراحات أكثر، وكيف تفعل ذلك
عالم مليء بالدوبامين الرخيص:
هل لاحظت أن ترك الموسيقى تماما يكاد يكون مستحيلًا في يومنا هذا؟ لأنها في كل مكان؛ المطاعم و المحلات و الفيديوهات.. في كل مكان حرفيًا. لماذا أصبح البشر في حاجة لمصدر نشوة طول الوقت؟
في الواقع، الوضع خطير جدًا. جيلنا يصعب عليه التركيز لأكثر من 47 ثانية، و الأمر محرج إن سألتني!
طيب كيف يحدث هذا؟ لأننا معرّضون بشكل دائم للمعلومات.. في مواقع التواصل كمثال، "إشي يضحكك، إشي يبكيك، إشي يرفعلك ضغطك، و لفّي بينا يا دنيا!" و كلما تتلقّى إشعارًا و تفتح مقطعا جديدا، فأنت تتلقّي معلومةً جديدة.. و بغضّ النظر عن قيمة المعلومة الفعلية، فإن عقلك "فرفوش" يحب الاحتفال، لذلك يفرز الدوبامين.
و لأنك اعتدت التغيير السريع الذي تصحبه الدوبامين الرخيصة، و لأن هذا الترف ليس موجودًا في أغلب الواجبات اليومية بكل موضوعية، فإنك يا صديقي تمل، و هنا نجد ثلاث أنواع من الناس: الملتزم الذي يحارب لأطول مدة ممكنة، الذي يكذب على نفسه و يسمع الموسيقى و يشاهد البرامج بينما يقوم بعمله.. و الذي يترك العمل عن بكرة أبيه. و كلهم ضحايا إدمان.
من العادات التي أحاول الالتزام بها، ولله الحمد، جدًا أفادتني في هذا؛ صيام الدوبامين بشكل دوري، ما يجعلني أستطعم الدنيا بنكهاتها مجددا. أيضا، لا أسمح بأكثرمن تطبيق واحد به خاصية "السكرول" في هاتفي. إضافة لإعتماد مناطق بدون هاتف، كالسرير مثلا. لأن ضوء الهاتف قبل النوم يقلل من جودة نومك و استعمالك له على السرير يعني أنك ستدخل في دوّامة تصفح لا نهائية. طبعا، كوني بشرا، لا أقوم بهذا بشكل مثالي، لكننا نحاول!
و هنا روابط رائعة:
التغيير:
و في محاولة لكسر الملل الذي يلازم الالتزام، و انعدام الحافز للإنجاز، ما رأيك في التغيير؟ غير خلفية هاتفك، نظف غرفتك و أعد ترتيبها، غير عطرك.. أي شيء!
هذا كل شيء لليوم يا غيم، خلاصة الخلاصة في تجارب صراعي مع الانتاجية و "self-discipline"
أتمنى أن تلهمك كلماتي ولو قليلا!